يعرف الكزاز أو التيتانوس عند القطط بأنه حالة طبية تسببها مادة سامة. وهذه المادة السامة تؤثر على الأعصاب والحبل الشوكي والدماغ ، مما يؤدي إلى فرط الاستثارة مؤدية إلى تقلصات العضلات ، وهذا السم تنتجه بكتيريا المطثية الكزازية ، ومرض الكزاز ليس من الأمراض الشائعة عند القطط كما هو الحال في البشر والخيول ، فالقطط أقل عرضة لتأثيرات سم التيتانوس.
كيف تصاب القطط بالكزاز؟
عموما تحدث الإصابة بمرض الكزاز نتيجة دخول بكتيريا المطثية الكزازية إلى الجرح عميق مثلا ، حيث تنتشر أبواغ بكتيريا المطثية الكزازية ضمنه ، علما بأن بكتيريا المطثية الكزازية لا تسبب أي مشاكل في الجهاز الهضمي للحيوان وكذلك على جلده ، ولكن عندما تدخل بيئة منخفضة الأكسجين (مثل داخل جرح عميق) يمكن أن تبدأ في التكاثر بسرعة وتنتج سمًا يعرف باسم التيتانوسبازمين.
حيث يدخل هذا السم إلى الأعصاب المحيطة ثم ينتقل عبر الأعصاب إلى النخاع الشوكي والدماغ ، تظهر علامات مرض التيتانوس بشكل شائع بعد 5-10 أيام من حدوث تلوث الجرح. ومع ذلك ، في بعض الحالات ، قد تظهر العلامات في وقت مبكر بعد ثلاثة أيام من التعرض أو في وقت متأخر حتى ثلاثة أسابيع بعد التعرض ، ويتم طرح هذه الجراثيم في براز الحيوانات ويمكن أن تعيش لسنوات في الأوساخ والغبار.
ما هي العلامات السريرية لمرض الكزاز؟
يتخذ مرض الكزاز في القطط شكلين مرضيين الشكل الموضعي والشكل العام أو المعمم ، وأحدهما تطور للآخر:
الكزاز الموضعي
وهو الأكثر شيوعًا للكزاز الذي يصيب الحيوانات الأليفة ، حيث تظهر على القطط المصابة به تصلب عضلي في الأطراف أو العضلات الأقرب إلى الجرح ، بالإضافة إلى تصلب العضلات ، يمكن أيضًا رؤية رعاش عضلي (ارتجاف).
الكزاز المعمم
يمكن أن يتطور مرض التيتانوس الموضعي إلى التيتانوس المعمم بمرور الوقت ، على الرغم من أن هذا لا يحدث دائمًا ، حيث يصيب التيتانوس المعمم مناطق منتشرة في الجسم ، وقد تسير الحيوانات المصابة بصعوبة ، مع رفع الذيل أو تمديده للخارج وقد تصبح هذه الحيوانات شديدة التصلب بحيث لا تستطيع ثني أرجلها للوقوف ، وتقف متصلبة الأرجل الأربعة في وقفة تشبه مسند النجار.
"غالبًا ما تتأثر عضلات الوجه بمرض التيتانوس المعمم"
في مرض الكزاز تتأثر عضلات الوجه غالبا وبالأخص في الشكل المعمم ويلاحظ على القطط المصابة تصلب في الجفن الثالث ، تجعد في الجبهة نتيجة التشنجات العضلية ، مع شد في الشفاه على شكل يُدعى risus sardonicus (من عبارة لاتينية تعني "الإبتسامة الشريرة") ، كما يتصلب الفك ويغلق بشكل شديد وبالتالي يحدث صعوبة في البلع والأكل وزيادة سيلان اللعاب.
قد يتطور المرض لتحدث تقلصات عضلية داخل الحلق أو الحجاب الحاجز (العضلة التي تتحكم في التنفس) ، مما يجعل التنفس صعبًا على القطط ، ويرافق الإصابة بالكزاز حمى في العديد من الإصابات وهذه الحمى تنتج عن التقلصات العضلية الشديدة والمستمرة في القط المصاب.
تشخيص مرض التيتانوس في القطط
يتم عادة تشخيص الكزاز اعتمادا على نتائج الفحوص بالإضافة للفحص البدني الذي يمكن أن يظهر وجود جرح ما مما يوكد الحالة ، أما اختبارات الكشف عن بكتيريا المطثيات الكزازية أو ذيفان الكزاز (السم) فهي اختبارات غير موثوق بها ولا تعتمد عادة.
قد يقوم طبيبك البيطري بإجراء اختبارات لتقييم الحالة الصحية لقطتك ، إذا كان هناك اشتباه في الإصابة بالتيتانوس. قد تشمل هذه الاختبارات اختبارات الدم وتحليل البول (لتقييم الصحة العامة لقطتك ووظائف الأعضاء) ، مخطط كهربية القلب (لتقييم وظيفة القلب) ، والأشعة السينية على الصدر (لتقييم وجود عدوى ثانوية واضطرابات أخرى).
علاج الكزاز عند القطط
ينبغي الإسراع بعلاج مرض الكزاز ويفضل إعطاء العلاج بسرعة حتى يتم تخفيف أعراض المرض ويتم العلاج بإعطاء ترياق مضاد لسم بكتيريا الكزاز والذي يقوم بالإرتباط بالذيفان (السم) وإفقاده فعاليته ومنعه من الالتصاق بالخلايا العصبية ، علما بأن مضاد السموم هذه يصبح عديم الفعالية في حال وصول السم للأعصاب وبالإضافة إلى ذلك قد يسبب مضاد سم الكزاز آثاراً جانبية كبيرة ، حيث سيحدد الطبيب البيطري ما إذا كان مضاد سم التيتانوس مناسبًا لقطتك.
"في حين أن المضادات الحيوية ليس لها تأثير على السم ، فإن القضاء على عدوى بكتريا C. tetani سيوقف إطلاق المزيد من السموم."
كما يتم استخدام المضادات الحيوية أيضًا في علاج التيتانوس ورغم أن هذه المضادات الحيوية ليس لها تأثير على السم ، إلا أنها تقضي على عدوى بكتريا المطثيات الكزازية C. tetani مما يوقف إطلاق المزيد من السموم في الجسم وهناك العديد من المضادات الحيوية الفعالة ضد المطثية الكزازية وسيختار الطبيب البيطري المضاد الحيوي المناسب لقطتك.
ويتطلب العلاج تنظيف الجرح جيدا حال وجوده وإزالة جميع الأنسجة الميتة المحيطة بالجرح ، بهدف إزالة أكبر قدر ممكن من بكتيريا المطثية الكزازية والتقليل السريع لعدد بكتيريا المطثية الكزازية التي تطلق السم في الجرح يمكن أن يوفر تحكماً أسرع في مرض التيتانوس.
"القطط المصابة بمرض التيتانوس تتطلب رعاية تمريضية مكثفة"
ويلزم للقطط المصابة بالكزاز رعاية مكثفة وعلاج أي أعراض مرافقة للمرض كاستخدام السوائل الوريدية لمنع الجفاف وقد تكون هناك حاجة إلى أنبوب تغذية إذا كانت القطة غير قادرة على تناول الطعام والبلع ، كما يجب إبقاء القطط على فراش نظيف وناعم لمنع التقرحات الناتجة عن الضغط وتقليبها بانتظام ، ويتم وضع القطط المصابة في منطقة مظلمة وهادئة لتقليل التحفيز الناتج عن الإضاءة والصوت لأن الأصوات والأضواء الساطعة يمكن أن تزيد من سوء تقلصات العضلات. يمكن إعطاء الأدوية لتقليل قوة وشدة هذه التشنجات العضلية مع مراقبة القطط عن كثب بحثًا عن الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة التي قد تسببها هذه الأدوية.
تصاب معظم القطط بمرض الكزاز بالشكل الموضعي المحدد ذاتياً، والذي يستجيب للعلاج المبكر المناسب وغالباً ما يظهر التحسن في غضون أسبوع واحد من العلاج ، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق 3-4 أسابيع حتى يتم حل المشكلة تماماً.
كيف يمكنني منع مرض الكزاز في قطتي؟
غالبا لا يحتاج لتطعيم القطط بلقاح خاص ضد مرض الكزاز بسبب القابلية المنخفضة للقطط للإصابة بهذا المرض ، وللوقاية من المرض بالطريقة السليمة يفضل معالجة جيدة لأي جرح تصاب به القطة وبشكل فوري ويجب دائماً شطف الجروح جيداً (مما يساعد في الإزالة الميكانيكية لجراثيم المطثية الكزازية ) ومعالجتها بالمضادات الحيوية (للمساعدة في الوقاية من عدوى المطثية الكزازية ).
إذا أصيب قطك بصلابة في العضلات أو علامات أخرى للكزاز بعد جرح أو إصابة أخرى ، فاتصل بالطبيب البيطري فورًا لتقييمه.
تعليقات
إرسال تعليق