تعد خرخرة القطط التعبير الهادئ الذي تعبر به تجاه لمسات البشر عليها. وهي تعبير صادر من القطة يمكن الشعور به ولا يمكن سماعه ، وأشبه ما يكون بهدير خفيف متكرر. وهذا الصوت الصادر يعد من الأمور الغامضة الذي يعتقد كثير من مربي القطط ومعظم الناس بأنه تعبير عن الرضا عند القطط. إذا كيف يتم إنشاء واصدار الخرخرة من قبل القطط.
 |
| قطة ودودة |
بواسطة قطتي الأليفة
كيفية حدوث الخرخر عند القطط
تنتج معظم أصوات القطط عن طريق اهتزاز الطيات الصوتية أثناء الزفير أو حتى الشهيق (الخرخرة). ومن الملاحظ أنه غالبا ما تستمر القطط التي تفقد "صوت مواءها" (عبر الزفير) بسبب إصابة ما قادرة على إصدار صوت الخرخرة ، أما القطط المصابة بالشلل الحنجري ستفقد الخرخرة. فكما يبدو أن عضلات الحنجرة الداخلية ، التي تتحكم في فتح وإغلاق الفراغ بين الحبال الصوتية (المزمار) ، هي المسؤولة عن اصدار صوت الخرخرة. حيث أظهرت الدراسات أن حركة عضلات الحنجرة هذه يتحكم فيها "مذبذب عصبي" فريد في دماغ القط.
الخرخرة للتواصل مع الهررة
تعمل خرخرة القطة الأم كمنارة اهتزازية تخبر الهررة المولودة حديثي الولادة العمياء والصماء بموقعها. حيث تبدأ الهررة الصغيرة حديثة الولادة في اصدار صوت الخرخرة بعمر يومين.
يعتقد بأن تكون الخرخرة سمة للهررة الصغيرة بشكل خاصة يستمر بها القطط البالغة. وغالبا ما تنغمس أيضا الهررة حديثة الولادة في سلوك العجن بقوائمها أثناء الخرخرة. حيث تقوم الهررة الصغيرة بسلوك العجن أو تخطو بمخالبها الأمامية على ثديي القطة الأم لتحفيز إدرار حليبها على التدفق أثناء الرضاعة. غالبا ما تحتفظ القطط البالغة بهذا السلوك ، خاصة عند الخرخرة.
 |
| مخطط توضيحي لأسباب الخرخرة عند القطط |
الخرخرة مودة القطط
غالبا ما يعتبر البشر الخرخرة وصفا للمودة عند القطط ، وهي أداة تواصل بطبيعة الحال. ونادرا ما تخرخر القطط والهررة عندما تكون بمفردهم. حيث تعد الخرخرة أداة تواصل وتنبيه القطط أو الأشخاص الآخرين. كما تعد وتوصف الخرخرة عند القطط بأنها تعادل التبسم عند البشر ، وهو أمر منطقي للغاية. بعد كل شيء ، يبتسم الناس لجميع أنواع مسببات الإثارة - كالسعادة ، والتوتر ، والخوف - أما التبسم (أو الخرخرة) عند القطط لا تشير بالضرورة إلى السعادة.
تقوم القطط بإصدار صوت الخرخرة باستمرار وفي جميع المواقف التي تواجهها. في حالات السرور والراحة وحتى في حالات الخوف والألم. كما يقترح بعض علماء السلوك أن الخرخرة هي علامة على الخضوع والتي تشير بها القطط إلى الأشخاص والقطط الأخرى على أنه "لا أشكل أي تهديد" أو "يريحني هذا الوضع". وقد يكون هذا هو سبب استخدام الخرخرة في أوقات الرضا للتعبير عن الفرح ، وأثناء أوقات التوتر لتخفيف التوتر. فعندما تأتي قطتك إليك وتقوم بسلوك العجن بأرجلها والخرخرات الحانية ، فربما تكون هذه هي طريقتها في مناداتك بـ "أمي".
إن سلوك الخرخرة لا يصدر من كافة القطط وهذا الأمر لا يعني أنها في حالة اكتئاب أو حزن إنما قد يدل ذلك على كون هذه القطط في وضعية عيش مريحة للغاية ولا تشعر بالحاجة إلى الخرخرة. وأما في المنزل متعدد القطط ، تخرخر القطط الأكثر ثقة بنفسها لأنها مسؤولة بالفعل ، في حين أن القطط الأخرى تخرخر بشكل مختلف مع مراعاة وضعها.
الخرخرة شفاء
يعتقد بعض العلماء أن الخرخرة تعمل أيضا كآلية للشفاء عند القطط. وفقًا لمجلة Scientific American ، "تخرخ القطط أثناء كل من الشهيق والزفير بنمط ثابت وتردد بين 25 و 150 هرتز. وقد أظهر العديد من الباحثين أن الترددات الصوتية في هذا النطاق يمكن أن تحسن كثافة العظام وتعزز الشفاء."
ومن المعروف بأنه تلتئم عظام القطط بسرعة أكبر بكثير من الثدييات الأخرى ، وفي الطب البشري تم استخدام هذه التقنية ، حيث أن الاهتزازات ذات التردد المماثل للخرخرة تسرع الشفاء عند البشر.
الخرخرة صفة خاصة
تعتبر الخرخرة صفحة خاصة للقطط فقط من بين السنوريات جميعها فيمكن للقطط العادية المنزلية أو البرية فقط الخرخرة ، في حين أن أقارب من القطط الكبيرة البرية مثل الأسود يمكنهم الزئير. أما النمور فلديها نوع من الخرخرة "الصامتة" ذات التردد المنخفض والتي تتجاوز نطاق السمع وتحدث في نفس الوقت مع هديرها. فبعض الأبحاث قالت بأن صوت النمر الغامض هذا لديه القدرة على شل الفريسة لفترة وجيزة.
كما أنه تم اكتشاف نوع من الخرخرة الخاصة ذات التردد العالي المزعج لدى القطط والذي تستخدمه كما أظهرت بعض الدراسات كوسيلة فعالة لإبععد القطط الأخرى من أماكن النوع أو أثناء تناول الطعام. وفي حين تكون خرخرة القطط دائما عند مستوى منخفض ، إلا أن القطط التي لها علاقة وثيقة مع مربيها تتعلمت المبالغة بشكل كبير في الخرخرة في ما يحفز استجابة أكثر لدى هؤلاء المربين.
مهما كان سبب الخرخرة لدى القطة ، يستمتع البشر بالتأكيد بذلك الصوت الحنون. فالخرخرة هي تهويدة تلك القطط التي تهدئ نفس وروح المستمع.
تعليقات
إرسال تعليق