غالبية حالات الحمل والولادة عند القطط تسير بسلاسة ويسر ، ولكن بصفتك مربي لحيوان أليف ينبغي الإنتباه والاستعداد دائما لما هو غير متوقع أو قد يحصل أثناء حمل قطتك وولادتها. وإليك ما يجب أن تعرفه عن مضاعفات ومخاطر الحمل الشائعة في القطط.
أساسيات الحمل عند القطط
فترة الحمل عند القطط والكلاب تقدر بمدة شهرين تقريبا من الحمل بما يتراوح بين 61-65 يوما ؛ متوسط 63 يوما. وأما عند البشر في 9 أشهر من الحمل. وخلال فترة الحمل عند القطط والكلاب نلاحظ عدة تغيرات جسمية ونفسية ويمكن ملاحظة بعض هذه التغيرات كإنتفاخ البطن نتيجة الحمل. ومن طرف آخر يصعب ملاحظة تغيرات أخرى ولذلك يجب عليك التعرف على العلامات الخفية أثناء الحمل والتي في كثير من الأحيان تسبب متاعب كثيرة. وبالتالي عليك التعرف متى تتدخل لإنقاد قطتك وصغارها حديثي الولادة.
مضاعفات ومخاطر الحمل الشائعة عند القطط
هناك الكثير من المخاوف التي ترافق الحمل عند القطط والكلاب والتي يمكنها أن تكون مهددة للحياة للأم أو أجنتها. ومعظم هذه المضاعفات والمخاوف تندرج ضمن الجهاز التناسلي للحيوان الأليف وما يتعلق به من أجهزة أخرى متصلة وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
التسمم الحملي بنقص الكالسيوم
أثناء نمو الأجنة في رحم الأم وأثناء الرضاعة فيما بعد الولادة تستهلك الهررة والجراء الصغيرة كميات كبيرة من الكالسيوم من أمهاتهم للتكوين العظام والأسنان. هذا الاستهلاك الكبير وفي بعض الأحيان ومع عدم قدرة الأم تعويض الطلب الزائد يتسبب بانخفاض مستوى الكالسيوم في دم الأم بشدة (نقص كالسيوم الدم) ، يمكن أن تحدث حالة خطيرة تسمى تسمم الحمل.
"قد يصبح الكلب أو القطة المصابة بالتسمم الحملي قلقة وعصبية ومشوشة"
قد تصبح القطة الأم المصابة بنقص الكالسيوم مصابة بحالات عصبية مرضية كالقلق والعصبية ومشوشة. ويرافق ذلك تصلب الساقان مما جعلها تمشي مشية غير متوازنة. قد تلهث مع ارتفاع درجة حرارة جسمها ومعدل التنفس. في الحالات الشديدة ، يحدث تكزز (صلابة شديدة) يمكن أن يهدد الحياة.
هذه الحالة تعد حالة مرضية طارئة تستلزم التدخل السريع بالإضافة للفحص البدني والتحاليل الطبية لتحديد مستويات الكالسيوم في الدم. وفي الحالات الشديدة ، يتم إعطاء الكالسيوم الوريدي بعناية ع مراقبة القلب خوفا من حدوث صدمة قاتلة. وبعد هذا العلاج السريع يمكن إعطاء مكملات الكالسيوم الفموية للوقاية من حدوث نوبات أخرى ؛ ومع ذلك ، قد تكون هناك مخاطر مع هذا العلاج.
"الإفراط في تناول الكالسيوم قد يزيد الأمور سوء"
وينبغي الإنتباه من عدم تقديم كميات كبيرة من مكملات الكالسبوم الغذائية تجنبا لحدوث فرط الكالسيوم في الدم. وفي حين يحافظ الجسم على توازن الكالسيوم في مجرى الدم عن طريق ضبط الكالسيوم من العظام باستمرار. حيث يتم تنظيم هذا الإجراء بواسطة هرمون تفرزه الغدة الجار درقية. فعند تقديم كميات كبيرة من مكملات الكالسيوم الغذائية للأم أثناء الحمل أو الرضاعة فإن الغدة الجار درقية تتوقف عن العمل. الأمر الذي يأتي بنتائج عكسية ويؤدي إلى انخفاض الكالسيوم في الدم.
سكري الحمل
كما هو معروف فإن سكر الجلوكوز هو أساس عمل الخلايا في الجسم واستقلابه شيء مهم جدا للحياة. ويأتي الجلوكوز ضمن الجسم من تحلل الكاربوهيدرات القادمة من الطعام. والأهم من ذلك هو هو الأنسولين الضروري لاستقلاب الجلوكوز في الخلايا بعد دخوله من الدم.
ويحدث سكري الحمل عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو لا يستخدم الأنسولين الذي ينتجه لاستقلاب السكر. وكما يوحي الاسم ، يحدث سكري الحمل أثناء فترة الحمل.
"تعتبر إدارة سكري الحمل أمرا بالغ الأهمية لصحة القطة الأم والوليد على حدٍ سواء"
السيطرة على سكري الحمل
وهو أمرا بالغ الأهمية لصحة كل من القطة الأم والهررة الصغيرة على حدٍ سواء. سيتم إجراء فحوصات للدم لتحديد مستويات الجلوكوز ووصف حقن الأنسولين حسب الحاجة. حيث يتطلب علاج مرض السكري نظام تغذية صارم ، وبروتوكولات مناسبة لحقن الأنسولين ، ومراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم.
"الخبر السار حول سكري الحمل هو أنه عادة ما يتم حله بمجرد ولادة الجراء أو الهررة"
ومن الأعراض المرضية المرافقة للإصابة بسكري الحمل عند القطط والكلاب نجد
- الإفراط في شرب الماء وكثرة التبول.
- مشاهدة البول في أرجاء المنزل بوضوح مع كثرة ذلك حتى في الحيوانات الأليفة المدربة على استخدام صندوق الفضلات.
- فقدان الوزن عند القطة المصابة بسكري الحمل رغم وجود شهية نهمة للطعام.
- خمول شديد عند القطط الأمهات الحوامل.
إلتهاب أثداء القطط
كما هو معروف فإن الغدد الثديية تتضخم مع اقتراب نهاية الحمل ومع بدء إنتاج الحليب وتتم عادة الرضاعة بسلاسة. ولكن في بعض الأحيان تصاب القطط الوالدة بإلتهاب الثدي ، وهي حالة مرضية مؤلمة ناتجة عن إلتهاب أو عدوى بكتيرية في الغدد الثديية. وغالبا ما يحدث التهاب الثدي خلال الأسبوعين الأولين بعد الولادة. وإلتهاب الأثداء في الكلاب والقطط قد يصيب واحدة أو أكثر من الأثداء كثيرة العدد.
"يحدث التهاب الضرع في أغلب الأحيان خلال الأسبوعين الأولين بعد الولادة"
يحدث التهاب أثداء القطط بسبب بكتيريا مثل E. coli أو Staphylococcus أو Streptococcus التي تغزو الغدة الثديية. تدخل البكتيريا الغدة عبر عدة طرق. إذا كانت الأم تعاني من تجرثم دموي يمكن للبكتيريا أن تدخل الغدد مباشرة من مجرى الدم. وفي حال كانت البيئة المحيطة بالأم ملوثة ، يمكن أن تدخل البكتيريا من خلال فتحة الحلمة أو قناة الحليب. وقد تصيب الهررة الحلمة أو الغدة الثديية بجروح بواسطة أسنانهم أو مخالبها مسببة دخول للبكتيريا.
"الثدي المصاب بالتهاب الضرع يصبح منتفخا وساخنا وصلبا ومؤلماً"
تصبح الثدي المصابة بالتهاب الثدي منتفخة وساخنة وصلبة ومؤلمة. إلى جانب علامات التهاب الضرع الظاهرة ، تشمل الأعراض الأخرى قلة الشهية والحمى والجفاف والخمول. قد تساعد حمامات الماء الدافئ أو الكمادات والأدوية المضادة للالتهابات عن طريق الفم والمضادات الحيوية في علاج إلتهاب أثداء القطط.
"التمريض في الواقع يساعد الأم عن طريق إفراغ الغدد اللبنية"
في حالات إصابة الأثداء متوسطة الشدة يسمح للصغار بالرضاعة من الأم رغم تغير لون الحليب أو وجود دم فيه ، والرضاعة مفيدة جدا للأم بسبب إفراغ الأثداء الدائم. وفي حالات كان الحليب ضار بالهررة الصغيرة ويمكنه التسبب لهم بالعدوى ، أو في حال تسبب الرضاعة بالألم للأم ، أو كانت الأم في حالة مرضية شديدة لا تقدر على الإرضاع ، يتم إعطاء الصغار بدائل الحليب والمكملات الغذائية.
للوقاية من إلتهابات أثداء القطط
- يجب الفحص اليومي للحلمات والغدد اللبنية للبحث عن أي جروح أو خدوش أو رضوض.
- كذلك يجب قص مخالب الهررة الصغيرة الرضيعة.
- المحافظة على نظافة فرشة الأم والصغار.
- تنظيف الحلمات جيدا وباستمرار بعد كل رضاعة ما أمكن.
- قص الشعر الطويل حول الحلمات لبقائها نظيفة.
- تمكين الهررة الرضيعة من رضاعة كافة الأثداء بالتساوي لمنع الإفراط في استخدام الغدد الفردية.
إحتباس المشيمة
تعرف المشيمة بأنها العضو الكيسي الذي يغطي الجنين في الرحم ، وهي المسؤولة عن نقل المواد الغذائية له من الأم وطرد الفضلات ويتم التخلص من المشيمة بعد الولادة فورا وفي غضون 15 دقيقة بعد ولادة كل هر صغير. ولكن في حالات بقاء أو تأخر خروج المشيمة من الرحم يحدث ما يسمى باحتباس المشيمة وظهور المشاكل المرافقة لذلك.
وبسبب صعوبة معرفة وضع الرحم والمشيمة داخله تصعب معرفة حالات احتباس المشيمة عند القطط. ونظرا لقيام الأم بأكل المشيمة أيضا يصعب على المربي الجزم بوجود مشيمة محتبسة اعتمادا على عدد الهررة المولودة. لذلك ، من المهم مراقبة الأم عن كثب بعد ولادة هررتها بحثا عن علامات المشيمة المحتبسة مثل القيء أو انخفاض الشهية أو الحمى أو الخمول أو إفرازات مهبلية متغيرة اللون (خضراء).
قد يقوم طبيبك البيطري بتشخيص المشيمة المحتبسة بعد الفحص والجس البطني ، ولكنه قد يحتاج أيضا إلى إجراء فحوصات الدم أو فحص الخلايا المهبلية أو الموجات فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) أو الأشعة (لاستبعاد وجود جنين غير مولود). قد يساعد تناول عقار الأوكسيتوسين ، وهو دواء يشجع على تقلصات الرحم ، في طرد المشيمة. ونادرا ما يلزم إجراء جراحة لإزالة المشيمة المحتبسة. حبث يعتبر استئصال المبيض والرحم الملاذ الأخير في الحالات الشديدة من الإصابة باحتباس للمشيمة.
نصيحة للحمل
إن معرفة المخاطر المذكورة آنفا المصاحبة للحمل لا ينبغي أن يقلل من متعة وجود قطة حامل في المنزل. فمجرد إجراءات بسيطة تغني عن مخاطر الحمل وتعطبك تجرلة ممتعة لمشاهدة ولادة صغار القطط.
تعليقات
إرسال تعليق